العلم نور والجهل ظلام

::"أعتذر "لأحبائي :
..لأني بكیت في وقت فرحھم
..وضحكت في وقت ألمھم
..وأطلقت صرخاتي في لحظة ھدوئھم
..وصمت في لحظة مشاركاتھم
.وبقیت في لحظة رحیلھم
..و أخطأت في حقھم..ورحلت في لحظة اجتماعاتھم و لقاءاتھم
.. و اعتذرت لھم في وقت حاجتھم
..و بدون سبب تركتھم
"أعتذر "لقلبي
..لأني أتعبتھ كثیرا في لحظات حبي
..وجرعتھ ألما في لحظة حزني
..ونزعتھ من قلبي وبدون تردد لأھبھ لغیري
"أعتذر "لأوراقي
..لأني كتبت بھا واحرقتھا
..ورسمت الطبیعة علیھا
..وبدون ألوان تركتھا
..وفي لحظة ھمومي وأحزاني لجأت إلیھا
..وفي لحظة فرحي وراحتي أھملتھا
..وعندما عزمت الإعتكاف عن الكتابة مزقتھا وودعتھا إلى الأبد
"أعتذر"للقلم
..لأني في معاناتي أتعبتھ
..ولأني حملتھ الألم ولأحزان وھو في بدایة عھده
..وعندما انتھى رمیتھ
..واستعنت بأخر مثلھ
"أعتذر "لخواطري
.. لأني جعلتھا تتسم بطابع الحزن والألم حاصرتھا
فلقد أصبح الكل یبحث عنھا وعن معاني غموضھا
.. في قوامیس لا وجود في ھذا الزمن لھا
"أعتذر"للواقع
..لأني بكل قسوة رفضتھ
..وأغمضت عیناي عنھ في كل لحظاتي المره
..وشكلتھ بشبح أسود یتحداني بدون رحمة
..ونسیت بأنھ ھو مدرستي التي جعلتني أكون حكیم في المواقف الصعبة
"أعتذر"للأحلام
لأني أطرق على ابوابھا في كل ساعة
..واجعلھا تبحرني في كل مكان أریده ..
..فھي من حققت كل أمنیاتي دون تردد
وھي من أتعبتھا معي حینما كبرت
..وكبرت معي أحلامي
ورغم ذلك كلھ ،
"لا تتذمر وإنما تقول:" أطلب وأنا على السمع والطاعة
"أعتذر "للأمل
..حینما رحلت عنھ وبدون إستئذان
ولازمت الیأس في محنتي..ومكابرتي
..رغم مرارتي والأمي أقول بأني أسعد انسان
..فلقد كانت سعاتي الوھمیة تكویني في صمتي
..وتعذبني في لیلي
..دون احساس الاخرین بي
فعذرا أیھا الأمل ،
"أعتذر" للسعادة
لاني عشقت الحزن ،
..وحملتھ شطرا من حیاتي
..وعشقت البكاء لأني انفس بھ عن الأمي
..وعشقت قول الآلآه لأنھا تطفئ حرقة أناملي
..وعشقت الجراح لانھا أصبحت قطعة أرقع بھا ثغور ثیابي
..وعشقت الصمت في لحظة الألم لانھا تحفظ لي كبریائي
..فعذرا أیتھا السعادة لاني أبعدتك عن حیاتي
أعتذر"للزھور"...وخاصة الحمراء
..لأني قطفتھا وھي في بدایة بلوغھا وتفتحھا
..وحرمتھا من العیش في بستانھا
..ثم شممتھا ولغیري أھدیتھا
..وبعدما لفظت أخر انفاسھا رمیتھا ودستھا
"أعتذر"للبحر
..لأني عشقتھ بجنون
..وطعنتھ في خواطري بالملیون
..وأضفت إلیھ الغدر في ھدوئھ
..بأنھ جمیل وھو في قمة جنونھ ووصفتھ
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسیس مختلقة
..وكان ضحیتھا البحر لأني عشقتھ
"أعتذر "للقاء
.. لأني كتبت عن الرحیل والواداع
..ولأني جردتھ من قاموسي الملتاع
ولأني أصبحت خاضعا للقدر
فأمنت بالرحیل كثیرا
..وبكیت لأجلھ كثیرا
..وتناسیت كلمة الاجتماع واللقاء
"أعتذر "لأمي
.. لأنھا تألمت عند ولادتي
..وسھرت على نشأتي ورعایتي
..فتبكي على بكائي
..وتسعد عندما تسمع ضحكاتي
.وتسقم لسقمي
..وتتعافى بمعافاتي.
وصبرت وتحملت طیشي وأزعاجي
..وتجاوزت عن أخطائي
.. وتذكرت حسناتي
أعتذر" للحیاة"
..حینما اتھمتھا بالقسوة
..وللطیور والبلابل حینما قلت عنھا خرساء
..ووللجبال لأني أنسبھ الي
.. وللدموع حینما جمدتھا بالعین
ولصندوق الذكریات الذي أخرجتھ بعد دفنھ
"أعتذر"لكلمة أعتذر
.. لأني أدخلتھا في بحور شتي من الإعتذار
فشكرا وعذرا
وأدمعت عیناھا عندما سمعت أعتذاراتى

روعة مشكور