أمـوات‮ ‬يصّوتون في‮ ‬الانتخابات المحـلية‮ 2012

أمـوات‮ ‬يصّوتون في‮ ‬الانتخابات المحـلية‮ ‬


عمليات تزوير وتلاعب بالوثائق من قبل الإدارة من أجل الكرسي‮ ‬

لجأ رؤساء البلديات السابقين وموظفو الإدارة،‮ ‬الذين ترشّحوا مرة أخرى في‮ ‬المحليات،‮ ‬إلى استعمال طرق للتزوير والتحايل على الانتخابات وعملية التصويت من خلال استخراج بطاقة الناخب لأشخاص متوفين وهم رضع،‮ ‬إضافة الى حذف عدد كبير من المسجلين الموالين لأحزاب معينة،‮ ‬في‮ ‬حين أنهم‮ ‬يحوزون على بطاقات الناخب ولم تشطب أسماؤهم،‮ ‬وكذا التسجيل المتعمد لأسماء وهمية وغير موجودة إطلاقا،‮ ‬مستعملين كل الطرق‮ ‬غير الأخلاقية و‮ ‬غيرالقانونية للحصول على الكرسي‮. ‬وكشفت وثائق تخص عملية التصويت بإحدى بلديات ولاية الوادي،‮ ‬والتي‮ ‬تحوز‮ ''‬النهار‮'' ‬على نسخة منها،‮ ‬عن تورط الإدارة الممثلة في‮ ‬البلديات التي‮ ‬تقوم بإعداد بطاقات الناخب واستخراج شهادة الوفيات،‮ ‬حيث أقدم أشخاص نافذون في‮ ‬الإدارة على استغلال مناصبهم،‮ ‬وقاموا باستخراج بطاقة انتخاب لأشخاص رضع توفوا في‮ ‬الصغر‮.‬وحسب نسخة من بطاقة الناخب،‮ ‬التي‮ ‬بحوزتنا،‮ ‬للمدعوة‮ ''‬س ب‮'' ‬من جنس أنثى ولدت في‮ ‬سنة 1994 ‬ببلدية أم الطيور ولاية الوادي،‮ ‬توفيت،‮ ‬في‮ ‬نفس العام إلا أنها تحوز على بطاقة الناخب استخرجت في‮ 31 ‬نوفمبر من السنة الجارية،‮ ‬ونفس الشيء بالنسبة لبطاقة الناخب للمدعوة‮ ''‬ل أ‮''‬،‮ ‬التي‮ ‬ولدت في‮ 92 ‬ديسمبر 1993 ‬بأم الطيور ولاية الوادي‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬تحصّلت على بطاقة الناخب الصادرة في‮ 31 ‬فيفري‮ 2102‬،‮ ‬إضافة إلى الإبقاء على أشخاص متوفين منذ عدة سنوات‮. ‬وتؤكد وثائق أخرى،‮ ‬وجود تلاعبات في‮ ‬أسماء الناخبين في‮ ‬بطاقة الناخب والوكالات،‮ ‬حيث أنه توجد أسماء وهمية استخرجت بطاقات الانتخاب ووكالة التصويت،‮ ‬مع تشابه في‮ ‬الأسماء في‮ ‬حين أنه،‮ ‬يوجد الإسم الحقيقي‮ ‬في‮ ‬البطاقة،‮ ‬بينما الآخر الموجود في‮ ‬الوكالة وهمي‮ ‬للتحايل أثناء العملية والتصويت مرتين،‮ ‬مثل الحالة‮ ''‬ب.ن‮'' ‬و‮ ''‬ب‮.‬ي‮''‬،‮ ‬مع تغيير في‮ ‬تاريخ الميلاد،‮ ‬بتواطؤ من الإدارة التي‮ ‬قامت باستخراج الوثائق الرسمية‮.‬وتشير وثائق أخرى،‮ ‬تتعلق بقائمة المؤطرين للانتخابات المحلية،‮ ‬بدائرة المغير ولاية الوادي،‮ ‬والتي‮ ‬تحوز‮ ''‬النهار‮''‬،‮ ‬على نسخة منها،‮ ‬أنها أسماء وهمية لا وجود لها كما أنها ليست فيها تواريخ الميلاد واسم الأب والأم‮.‬وقامت الإدارة،‮ ‬أيضا بحذف أسماء المسجلين في‮ ‬القوائم الانتخابية المنتمين لأحزاب معينة،‮ ‬مع أنهم مسجلين في‮ ‬الانتخابات التشريعية الماضية وقاموا بالتصويت بصفة عادية بحسب بطاقاتهم،‮ ‬مما‮ ‬يؤكد أن القائمة الانتخابية الموجودة بمكاتب التصويت بأم الطيور بولاية الوادي،‮ ‬تختلف عن القائمة الأصلية بما فيها القرص المضغوط الحامل للقائمة،‮ ‬ومما‮ ‬يعني‮ ‬أنه تم حذف أسمائهم من السجلات ومنعوا من التصويت،‮ ‬وذلك بتواطؤ من الإدارة السابقة التي‮ ‬ترشحت في‮ ‬قوائم انتخابية،‮ ‬وتم تسجيل أسماء أشخاص مكررة وموزعة على عدة مكاتب تحمل نفس الإسم وبأرقام تسجيل مختلفة لتغطية الأسماء التي‮ ‬تم حذفها،‮ ‬حتى لا‮ ‬يفتضح الأمر بنقصان الهيئة الناخبة‮. ‬ولم‮ ‬يتوقف الأمر عند هذا الحد في‮ ‬التلاعب بضمير الناخبين في‮ ‬نفس المنطقة،‮ ‬من خلال التعمد في‮ ‬ارتكاب أخطاء فادحة ومقصودة في‮ ‬تواريخ الميلاد والأسماء مع حرمان أصحابها من حق التصويت،‮ ‬التسجيل المتعمد لأسماء وهمية وغير موجودة إطلاقا‮ ‬بحسب الوثائق التي‮ ‬بحوزتنا‮.‬وفي‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬أكّدت اللجنة المحلية لمراقبة الانتخابات المحلية لبلدية أم الطيور في‮ ‬تقريرها النهائي،‮ ‬أن اللجنة سجّلت شطب أسماء الكثير من المواطنين من القوائم الانتخابية،‮ ‬الذين انتخبوا في‮ ‬الانتخابات التشريعية الماضية،‮ ‬حيث أنهم لم‮ ‬يجدوا أسماءهم داخل مكاتب الاقتراع أو على مستوى القائمة الأم،‮ ‬مما دفع الكثير وخاصة الفئة النسوية إلى مغادرة مراكز الاقتراع‮.‬وحسب التقرير،‮ ‬فإنه تم تسجيل بعض التوترات داخل المراكز النسوية،‮ ‬بسبب عدم وجود أسماء بعض الناخبات في‮ ‬تسجيل المكاتب أو السجل الأم،‮ ‬مما استدعى تدخل رئيس الدائرة ممثل الأمن وممثلي‮ ‬الأحزاب لتهدئة الوضع،‮ ‬كما سجلت أعمال شغب بعد فرز الأصوات‮. ‬

رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات المحلية محمد صديقي‮ ‬لـ‮''‬النهار‮'':‬‮''‬سجّلنا تجاوزات بخصوص استخراج بطاقة الناخب‮ ‬لأشخاص متوفّين في‮ ‬العديد من البلديات‮''‬

أكد رئيس اللجنة الوطنية والسياسية لمراقبة الانتخابات المحلية محمد صديقي،‮ ‬أنه تم تسجيل العديد من التجاوزات في‮ ‬الانتخابات،‮ ‬والتي‮ ‬تتحمل الإدارة مسؤوليتها‮ ‬الكاملة،‮ ‬وذلك من خلال التحايل والتزوير في‮ ‬بطاقات الناخبين واستخراجها لأشخاص متوفين.وقال أمس،‮ ‬محمد صديقي‮ ‬في‮ ‬اتصال مع‮ ''‬النهار‮''‬،‮ ‬أنه تقرر عدم قبول أي‮ ‬تقرير ولائي‮ ‬بدون إرفاقه بتقارير اللجان المحلية،‮ ‬حتى تكون العملية في‮ ‬شفافية أكثر،‮ ‬لكون‮ ‬حسبه‮ ‬أهم التجاوزات تسجل على مستوى البلديات‮.‬وأضاف صديقي،‮ ‬أنه سيتم رفع هذه التجاوزات التي‮ ‬لا‮ ‬يجب التسامح معها من طرف الجهات المعنية،‮ ‬خصوصا فيما‮ ‬يخص تزوير وثائق الناخبين على مستوى جميع البلديات التي‮ ‬سجّلت بها هذه المخالفات‮.‬

اللجان الولائية لمراقبة الانتخابات تسجّل 203 ‬ميت انتخب في‮ ‬المحليات الماضية‮ ‬

كشفت تقارير اللجان الولائية لمراقبة الانتخابات المحلية في‮ ‬عدد من الولايات،‮ ‬عن تسجيل أكثر من 200 ‬حالة تصويت بالنيابة لأشخاص توفوا منذ مدة،‮ ‬حيث تم استخراج بطاقات الناخب لهم وقاموا بالتصويت بالوكالة‮. ‬وكشفت اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات بولاية خنشلة أنه تم إحصاء أزيد من 60 ‬حالة تصويت بالنيابة عن موتى من الجنسين على مستوى مراكز مقر عاصمة الولاية خلال مراقبتها لقوائم الناخبين المسجلين في‮ ‬إقليم بلدية خنشلة‮.‬أما بولاية تبسة،‮ ‬فقد تم اكتشاف انتخاب 62 ‬شخصا متوفيا منذ سنوات على مستوى مركز تماروت رقم 3 ‬ببلدية العقلة،‮ ‬وذلك حسب تقرير اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات المحلية،‮ ‬والذي‮ ‬طالب بإلغاء النتائج بسبب التزوير الشامل لصالح القائمة،‮ ‬وسجلت أعدد من التشكيلات السياسية التي‮ ‬خاضت المعترك الانتخابي‮ ‬في‮ ‬ولاية‮ ‬غرداية،‮ ‬حالات عديدة لموتى عادوا للحياة من أجل الانتخاب،‮ ‬وقاموا بإعداد تقارير مفصّلة إلى اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات من أجل إدراجها في‮ ‬التقرير النهائي‮ ‬حول العملية الانتخابية‮.‬‮ ‬وأحصت تشكيلة المستقبل ببلدية بنورة وجود أكثر من 150 ‬شخصا بالقوائم الانتخابية انتخب في‮ ‬مكانهم خلال انتخابات ‮7002‬،‮ ‬وطلب حذفهم من القوائم الانتخابية،‮ ‬لكن تم إبقاؤهم وسجلت العديد من حالات الانتخاب في‮ ‬مكان الموتى،‮ ‬وأضافوا أنهم‮ ‬يعدون التقارير لأجل ذلك‮.‬وفي‮ ‬بلدية المنيعة فجّرت تشكيلة المستقبل قضية استخراج العديد من بطاقات الناخب لنفس الأشخاص بأرقام تسلسلية مختلفة وفي‮ ‬مكاتب ومراكز اقتراع مختلفة أين تحوز‮ ''‬النهار‮'' ‬على نسخ منها‮. ‬وفي‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬أفاد رئيس اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات بولاية‮ ‬غرداية،‮ ‬أن كل التجاوزات بهذا الخصوص سيتم استقبالها من اللجان البلدية ويتم إدراجها في‮ ‬التقرير النهائي‮ ‬للجنة الولائية الذي‮ ‬سيرسل إلى اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات‮. ‬وفي‮ ‬السياق ذاته،‮ ‬أفادت مصادر متطابقة،‮ ‬أن ممثلي‮ ‬بعض الأحزاب تقدموا بشكوى لدى الجهات القضائية المعنية‮ ‬،تفيد بأن حوالي‮ 08 ‬ميتا من الجنسين سجلوا على أنهم انتخبوا في‮ ‬تشريعيات التاسع والعشرين نوفمبر الفارط ببلدية الجزار في‮ ‬باتنة،‮ ‬إلا أنهم متواجدون في‮ ‬قبورهم منذ سنوات عديدة‮.‬

‬

الجزائر- النهار أون لاين