الشارع الجزائري يتلقى إعلان النتائج في ”هدوء تام”: لا فوضى ولا هم يحزنون

مر يوم إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في هدوء تام عبر كامل ولايات الجمهورية، عكس ما كان متوقعا من بعض الأطراف التي زرعت الخوف من اندلاع أحداث عنف مرافقة لعملية نشر النتائج. ولم تتعد أقوى ردة فعل من طرف مترشحين منهزمين حدود ”التنديد بوقوع تزوير” وهي عادة أضحت ”علامة مسجلة” في كل الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها الجزائر.

في خطوة استباقية روتنية عززت وحدات الأمن المشتركة من تواجدها في محيط المؤسسات والهيئات الرسمية في الفترة الصباحية أمس تحسبا لأي طارئ، لكن الوضع الميداني كان يؤشر حسب مصدر أمني تحدث لـ«البلاد” بأن ”الأمور ستسير في هدوء تام” وهو ما أوحت به الحركة العادية داخل مداومات المترشحين المنهزمين عبر ولايات القطر الوطني. وقد شوهد البعض خاصة في الجزائر العاصمة والولايات الكبرى وهو غارق في التوثيق لما يعتبره ”تجاوزات شهدتها عملية الاقتراع” تحسبا لإدراجها ضمن الطعون التي رفعت رسميا من قبل ممثلين مترشحين للمجلس الدستوري”. وفي الجهة المقابلة عاشت مداومات المترشح عبد العزيز بوتفليقة أجواء من الفرح والغبطة ابتهاجا بالنتائج الرسمية التي أعلنها وزير الدولة وزير الداخلية الطيب بلعيز التي أظهرت فوزا ساحقا لبوتفليقة بمعدل81.53 بالمائة من الأصوات متقدما بكثير على منافسيه. وقد عمت مظاهر الاحتفالات في عدد معتبر من الولايات حيث جابت مواكب سيارات تحمل صور الرئيس الفائز معظم الشوارع والساحات العمومية في مشهد مشابه لمواعيد تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال كرة القدم. وقد انسحبت وحدات الأمن تدريجيا مثلما وقفت عليه ”البلاد” في عدة ولايات من أمام المؤسسات الرسمية وهي صورة مناقضة تماما لما تم تسويقه من سيناريوهات ”لفوضى عارمة” ستعم الجزائر في حال لم يبتسم الصندوق لمنافسي بوتفليقة حسب ما تداولته وسائل إعلام أجنبية مستندة إلى تصريحات أطلقها المترشح المنهزم علي بن فليس رغم توضيح هذا الأخير أنه ”يعارض اللجوء الى العنف” للتعبير عن مواقفه مهما كان نوعها.

وفي تيار متطابق مع نبض الشارع أكد أمس ملاحظون وممثلو هيئات دولية أن عملية الاقتراع عموما تمت في ”جو إيجابي” و«في ظروف حسنة” ما عدا ”بعض الاختلالات” المسجلة في أربعة مراكز للتصويت اثنين بولاية البويرة واثنين بولاية بجاية. وفي هذا الصدد سجل المراقبون الدوليون وجود مندوبي المترشحين داخل مراكز الاقتراع و«حرية عملهم ومشاركتهم في مراقبة الأوراق الملغاة والصحيحة وكذا عملية الفرز”.