قال مصدر مسؤول من وزارة التربية إن مديرية الوظيفة العمومية منحت الوزير بابا أحمد رخصة استثنائية، لاستغلال 13 ألف منصب شاغرة نتيجة التقاعد المسبق خلال الدخول المقبل، من القوائم الاحتياطية للناجحين في مسابقات التوظيف الأخيرة، ليرتفع العدد الإجمالي للمناصب إلى أكثر من 20 ألفا موزعين على جميع الولايات، بدل الـ 12 ألفا التي تم فتحها، بهدف سد العجز في التأطير والتخصصات خاصة بالجنوب.
وجهت وزارة التربية، بتاريخ 20 أوت الجاري، مراسلة إلى مديري التربية للولايات، تحمل رقم 988 وتحصلت ”الخبر” على نسخة منها، بخصوص إعلان نتائج مسابقات توظيف أسلاك التعليم دورة 2013، شددت فيها على ضرورة ضمان الإعلام الواسع لفائدة المترشحين الناجحين. وتضمنت المراسلة تعليمات بإيداع، وبوصل، قوائم القبول والنجاح النهائي وقوائم الاحتياط إلى مصالح الوظيفة العمومية، قبل انقضاء نهار اليوم، وذلك وفقا للمادة 29 من المرسوم التنفيذي رقم 12-194 المؤرخ في 25 أفريل 2012، وكذا التعليمة رقم 01 المؤرخة في 20 فيفري 2013، المتعلقة بتطبيق أحكام هذا المرسوم.
وأمرت وزارة التربية مديريها الولائيين بعدم إعلان النتائج إلا بعد إجراء الرقابة اللاحقة والتدقيق من طرف مصالح الوظيفة العمومية، على أن يتم إعلان النتائج مفصلة، وذلك بتدوين التنقيط الكامل حسب معايير الانتقاء لكافة المترشحين، وتنشر النتائج في أي وسيلة على مستوى مقر مديرية التربية والمؤسسات التربوية، أو وسيلة أخرى كموقع الأنترنت لمديرية التربية.
وكشف مصدر مسؤول من وزارة التربية، في هذا الإطار، عن تعليمة وجهتها مديرية الوظيفة العمومية إلى مصالحها في جميع الولايات، للتدقيق في ملفات المترشحين الناجحين، قبل الإعلان عن القوائم النهائية، وجاء ذلك، يضيف مصدرنا، في إطار التنسيق بين وزارة التربية ومصالح الوظيفة العمومية والمراقبين الماليين، ونتيجة طلب رسمي تقدمت به الوصاية، تجنبا للمشاكل المسجلة العام الماضي، بسبب إقصاء الوظيف العمومي عددا كبيرا من الناجحين بعد سنة من توظيفهم.
وبحسب المصدر الذي تحدث لـ”الخبر”، فإن القوائم النهائية للناجحين في المسابقات الأخيرة أصبحت جاهزة، وهي اليوم محل تدقيق من قبل مديري التربية، على أن يتم الإعلان عنها رسميا قبل 5 سبتمبر المقبل، حيث وصف هذه النتائج بالجيدة جدا، كون المسابقة عرفت توحيد معايير الانتقاء على أساس الشهادة للتوظيف في رتب الوظيفة العمومية، كما تم استحداث، لأول مرة، استمارة تنقيط تقدم على أساسها ثلاثة أسئلة للمترشح.
باتنة على رأس القائمة
كل هذه الإجراءات، يقول ذات المصدر، كانت وراء تسجيل نتائج كبيرة خلال المسابقة الأخيرة، نظرا للتغطية التي شهدتها جميع الولايات خاصة الجنوب، وجاءت ولاية باتنة مثلا على رأس قائمة الولايات التي فازت بأكبر عدد من المناصب، أما فيما يخص العجز المسجل في اللغات الأجنبية في ولايات الجنوب والهضاب العليا على وجه الخصوص، فتبين الأرقام التي أفرزتها النتائج النهائية، بأن هذا المشكل لن يطرح تماما خلال الدخول المقبل.
وفي هذا الإطار، وفي الطور الثانوي، فازت ولاية أدرار بـ 11 منصبا في اللغة الفرنسية من بين 61 المفتوحة، مقابل 27 في بسكرة، و17 منصبا في الجلفة وتسعة مناصب بولاية النعامة، أما في التعليم المتوسط، وفي نفس الشعبة، سيتم فتح 27 منصبا جديدا في أدرار، مقابل منصب واحد في بسكرة، و13 في بشار ومنصبين اثنين في ولاية تندوف.
وبناء على هذه المعطيات، فإن التغطية في مختلف التخصصات على مستوى الأطوار الثلاثة، ستكون شاملة عبر جميع الولايات، بحسب مصدرنا، فكل الناجحين يتوفرون على كفاءات عالية ومؤهلات علمية يحتاجها القطاع، علما أن عدد المترشحين لمسابقات التوظيف الأخيرة قارب 262 ألف مترشح، 25 ألفا منهم يحملون شهادة ليسانس، مقابل 16 ألفا بشهادة ماستر و10 آلاف مهندس دولة.
وبالموازاة مع ذلك، أحصت وزارة التربية 13 ألف منصب شاغر نتيجة التقاعد المسبق، سيتم سدها من خلال القوائم الاحتياطية للناجحين في المسابقة، كما تقرر رسميا تعيين 200 مدير ثانوية، وحوالي 1500 مدير مدرسة ابتدائية، و600 مدير متوسطة خلال الدخول المدرسي المقبل، للقضاء نهائيا على مشكل العجز في التأطير.