أساتذة ورقلة يصفون أنفسهم بعمال المناجم ويطالبون بأجورهم

دخل أمس، مجموعة من الأساتذة المتعاقدين من مختلف الأطوار التعليمية في حركة إحتجاجية أمام مقر مديرية التربية بورقلة، رافعين شعارات منها لا "للحقرة نريد أجورنا المتأخرة"، "نعمل بلا أجر أين الحق"، وغيرها من الشعارات المنددة بالتهميش وتعسف الإدارة، وذلك احتجاجا على عدم صرف أجورهم الشهرية للموسم الجاري.

وعبر المحتجون "للشروق" عن سخطهم مما أسموه تماطل مصلحة الأجور في تسوية وضعيتهم المالية، كما اشتكوا من التعاطي السلبي لرئيس المصلحة ذاتها مع مشكلتهم، مشيرين إلى أن هذا الأخير أدار ظهره لهم ورفض استقبالهم والنظر في انشغالهم المطروح، بينما أبرق هؤلاء شكوى موجهة لمدير التربية تلقت "الشروق" نسخة منها، تضمنت ما وصفته بتعفن الوضع بخصوص وضعيتهم التي لم يجدوا لها مبررات مقنعة مناشدين المسؤول نفسه بضرورة تحمل مسؤولياته اتجاه الممارسات المستفزة لمصلحة الأجور -على حد قولهم- التي ضربت تعليمات وزير القطاع عرض الحائط، علما أن ذات التعليمة تقر بأن للأستاذ المتعاقد الحق في الحصول على راتبه بعد شهرين من العمل وليس سنة كاملة.

وأكد المتحدثون أنهم تلقوا وعودا بصرف مستحقاتهم ابتداءا من العاشر أفريل الجاري، إلا أن ذلك لم يتم وهو ما بات يطرح حسب المحتجين استفهامات جمة حول أداء مصلحة الأجور التي أمعنت في تعميق اليأس في نفوسهم.
والغريب في الأمر -يقول عدد من الأساتذة- أن رئيس المصلحة طلب منهم إحضار رخصة من الوزارة الوصية لصرف رواتبهم أو الذهاب للعدالة، وهو ما اعتبروه "إجحافا وتجاوزا" في حقهم يستدعي تدخل الجهات المعنية ووالي الولاية لإنصافهم ورفع الغبن عنهم، ولوح المشتكون بتصعيد الوضع في حال عدم التزام الوصاية بحل قضيتهم. من جهة أخرى طالب الأساتذة أنفسهم في وثائق تحوز الشروق نسخة منها بوجوب إدماجهم في مناصبهم التي يعملون فيها وفقا للتشريع المعمول به، وأوضح المتضررون أن عددا كبيرا منهم أقصي من هذا الحق السنة الماضية، رغم أنهم قضوا سنوات طويلة في مهنة التدريس قبل أن يجدوا أنفسهم ومحرومين من أبسط الحقوق، كما وصفوا أنفسهم كعمال المناجم في إشارة إلى الأعمال الشاقة التي يبذلونها دون أن يأخذوا حقهم بالرجوع إلى توضيحاتهم، يبقى التذكير أن أساتذة آخرين وعددهم حوالي 60 أستاذا ظلوا لأزيد من سنة كاملة بدون قرارات تعيين ولا أجور. كما عرف محيط مديرية المذكورة هذه السنة احتجاجات متتالية وطلبات تدخل، وهو ما أضحى يؤثر سلبيا على إمكانية ممارستهم لمهنتهم في منطقة صحراوية قاسية، في حين تبقى الوعود حبرا على ورق. تجدر الإشارة أننا اتصلنا بمديرية التربية ولم نتلق أي إجابة بخصوص هذا الموضوع عكس المرات السابقة.